نسم علينا الهوى
و بينما انا جالسة و صوت فيروز يشدو بجانبي نسم علينا الهوى من مفرق الوادي،، تذكرت ذاك الوادي واديا و موطني و بلدتي و التي تركتها برغبتي و بكامل ارادتي ،
عشت بها اجمل ايام عمري ، لم اكن احبها ، كنت اشعر دائماً ان تلك المدينة الصغيرة تخنقني تحطم امالي تدفن الطموحات في ارضها العميقة ، و طالما وودت بالانتقال للعاصمة حتي استطيع الحصول على اشياء كثيره اردتها لنفسي ،،، فارقت بلدتي منذ اربع اشهر و بالرغم انني لم اكن احبها الاانها بالنسبة ليا الان تمثل اماناً و تذكرني بأيام لن تتكرر ايام العائلة ، لم نكن نفترق لحظة ، ماهذا الحب ، ماهذا الدفء لم اجد هذا سوي في عائلتي ، لم نكن اخوات فحسب بل ابناء اخوال و عموم و كلنا هنا اصدقاء و اخوات لم يعرف الغضب او الخصام طريقا لنا و اذا حدث لم يكن يزيد عن بضع دقائق و بعدها نعود افضلا ، عندما يحزن احدنا تلتف قلوبنا و تتلاحم و عندما نفرح تزغرد تلك القلوب المحبه ،، افتقد هذا الدفء العائلي ، فمنذ ان انتقلت الى المدينة الكبيرة وجدت المسافات الكبيرة ايضاً تبعد بيني و بين كل من يقرب لي من عائلتي ،،
و اعود بذاكرتي الى مدينتي الصغيرة والتي لم اكن احبها فأتذكر اجمل ايام الدراسة و الصداقة و التي مازالت قائمة و اتذكر ايام الحب و الغرام و الاوقات المسروقة من عمر الزمن ايام الشقاوة و الضحك ، ايام عدم التفكير كانت الضحكه اساس الحياة لدينا و القلب مبتسم دائما ، لم اقول انني اعيش الان فترة اكتئاب لا بل اتذكر فقط المدينة التي عشت اكرهها و اتمني لو اعيش بغيرها ، و عندما افكر الان اجد ان اجمل لحظات العمر كانت بها ،،و اذ بي اكتشف انني احبها، احب عائلتي التي اعطتني الكثير و تعلمت من كل فرد بها معني الحب و التضحية و ان الخل الوفي ليس ابدا مستحيلا،، احب حب عمري و الذي اصبح زوجا لي ، احب اماكن حبنا اتذكرها جيدا اتذكر اول همسة و اول كلمه حب ... اعتذر لمدينتي لانني لم اعرف كم احبك الا عندما فارقتك